اعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين (أونروا) فيليبو غراندي أمس، أن اللاجئين الفلسطينيين في سورية الذين تتولى الوكالة الاهتمام بشؤونهم يجب ألا يتأثروا بالأزمة في البلاد.
وقال للصحافيين «من المهم جداً في الوضع الراهن أن يتم احترام حيادية اللاجئين الفلسطينيين من جانب الجميع في هذا النزاع (…)، أن يبقوا خارج هذا النزاع بصفتهم لاجئين ذي وضع حساس»، مضيفاً إن «لا أمثلة إلى تورط للاجئين حتى اللحظة».
كما لم تشر وكالة الـ(أونروا) إلى أي حركة نزوح كبيرة للاجئين من سورية إلى لبنان. كما إن عمليات الوكالة في سورية «علقت في الزمان والمكان اللذين كان الوضع فيهما خطيراً كما في حمص».
وتقدم الوكالة مساعدتها لحوالي 475 ألف لاجئ يعيشون في المخيمات في سورية. وكانت علقت في أيار (مايو) 2011 أنشطتها في وسط وجنوب سورية بسبب أعمال العنف.
ومن جهة أخرى وجه غراندي نداء إلى البلدان الصاعدة في مجموعة بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا) كي يصبحوا «مانحين بوتيرة أكبر» لبرامج الـ(اونروا) لأن «النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ليس مشكلة إقليمية بل دولية». ولفت غراندي إلى أن الميزانية الرئيسية للـ(أونروا) تواجه حالياً عجزاً متوقعاً للعام 2012 بنحو 75 مليون دولار أمريكي.
وتحدث غراندي حول أنشطة الـ(أونروا) والصعوبات التي تواجهها الوكالة في تنفيذ عملها. تتحمل الـ(أونروا) مسؤولية مساعدة قرابة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذا لبنان وسوريا والأردن. وتقدم المنظمة، النشطة منذ عام 1950، دعماً للاجئين المسجلين في قطاعات الصحة، والتعليم، والإغاثة أثناء الطوارئ، والبنية التحتية، والتنمية الاقتصادية. وذكر غراندى إن مساعدة اللاجئين في قطاع غزة تشكل تحدياً «كبيراً جداً» بالنسبة للـ(أونروا).
وأضاف غراندى إن استمرار الحصار الإسرائيلي لغزة أحدث «كساداً اقتصادياً» جعل حياة اللاجئين الفلسطينيين تواجه المزيد والمزيد من التحديات.
وشكا غراندى قائلاً إن الـ(أونروا) واجهت مؤخراً مشكلات في الحصول على موافقة إسرائيل على أعمال بناء في غزة.
وذكر «للأسف منذ منتصف العام الماضي، لم تحصل الـ(أونروا) على الموافقة لتنفيذ المزيد من مشروعات». وأضاف «ومن ثم نأمل في تخطى مشكلة عدم منح الموافقات هذه قريباً وان نتمكن مرة أخرى من الحصول على ردود إيجابية على طلباتنا المتعلقة ببناء مدارس وبناء منازل لأنها من المشروعات الرئيسية التي تحتاج الـ(أونروا) إلى تنفيذها في غزة».
وقال غراندى، متفهماً مدى تعقيد الوضع السياسي الحالي، إنه يرى أيضاً إن الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين لا ينبغي أن «تكون رهينة السياسة».
وذكر المفوض العام أيضاً أن «الناس بحاجة إلى منازل، والأطفال بحاجة إلى مدارس… أظن أن هناك تفهماً كبيراً من جانب المحاورين الإسرائيليين، ومن المهم أن يتم فهم هذا على مستوى صنع القرار أيضاً وتتم الاستجابة بصورة إيجابية للغاية».
وأشار غراندي إلى صعوبات أخرى تواجه مساعدة اللاجئين الفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة وبخاصة في لبنان وسوريا.
ففي لبنان، على حد قول غراندي، يجب تنفيذ الإجراءات التشريعية التي اتخذت قبل أكثر من عام لتوسيع حق اللاجئين الفلسطينيين في العمل.
وأضاف المفوض العام قائلاً «من الضروري أن يتم تطبيق هذه التعديلات التشريعية… إنها لم تطبق بعد، ويعزى هذا جزئياً إلى توالي عمليات الانتقال السياسي في لبنان، بما أدى إلى بعض التباطؤ في عمل الحكومة. ولكننا نرى، وقد قلت هذا لرئيس الوزراء (اللبناني) الذي التقيت به قبل أيام قليلة، نرى أن الوقت قد حان لتطبيق تلك الإجراءات».