تفاقم أزمة الجامعيين العاطلين عن العمل في غزة يجبرهم على العمل في أي مهنة

تفاقم أزمة الجامعيين العاطلين عن العمل في غزة يجبرهم على العمل في أي مهنة


آلاف الخريجين الجامعيين في قطاع غزة يضطرون لكسب رزقهم عبر العمل في مهن لا تتوافق مع تخصصاتهم بسبب عدم توافر الوظيفة التي تنسجم مع تخصصه. فمنهم من عمل سائق تاكسي، فيما لم يجد آخر، وهو خريج كلية الهندسة، من سبيل سوى العمل في أنفاق التهريب التي تربط قطاع غزة بمصر، لأن الخيار الآخر هو البقاء عاطلا في البيت، في ظل عجز السوق المحلية عن استيعاب المئات من خريجي كليات الهندسة في كل التخصصات. وذلك على الرغم من أن الأنفاق تكون في العادة عرضة لعمليات قصف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تلقي عليها في بعض الأحيان قنابل تزن الواحدة منها طنا، كما أن الأحوال الجوية الماطرة خلال الشتاء تؤدي إلى انهيارات رملية تسهم في انهيار الكثير من الأنفاق، علاوة على إمكانية حدوث الكثير من مظاهر الخلل الفني في عمل الأنفاق، مما يؤدي إلى عمليات احتراق أو اختناق.

وتتراوح الأعمال التي يمتهنها الخريجون العاطلون بين العمل في الأسواق عبر امتلاك بسطات لبيع الخضار والملابس ومواد التجميل، وحتى العمل في مجال نقل البضائع بواسطة “التك تك”. ومما يدلل على حجم مشكلة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل، تقدّم نحو 26 ألف خريج وخريجة في الآونة الأخيرة للامتحان التحريري للوظائف التدريسية المتوافرة في وزارة التربية والتعليم العالي في كافة التخصصات، علما بأن عدد الوظائف الشاغرة لا يتجاوز 400 وظيفة.

ونظرا لتحول أزمة الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل إلى هاجس يقض مضاجع العائلات الغزية، فإن رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية تحدث عن جهود حكومته لحل المشكلة. وأضاف أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من خمس سنوات، حرم الكثير من الخريجين الجامعيين من المنافسة على الوظائف العامة والحصول على فرص عمل تتناسب مع شهاداتهم الجامعية. ودعا في مؤتمر صحافي عقده نهاية الأسبوع الماضي، إلى “هبة عربية لمساعدة الإنسان الفلسطيني وتعزيز صموده”. وأوضح هنية أن العدد الكبير من الخريجيين الجامعيين للعمل يدلل على ارتفاع حجم البطالة بين خريجي وخريجات الجامعات الفلسطينية بغزة.