مجزرة الإثنين الأسود في المسجد الأقصى 8/10/1990

أقدمت السلطات الإسرائيلية الرسمية ، بأذرعها المتعددة ، في يوم الاثنين الثامن من تشرين الأول ـ أكتوبر ـ 1990 ، على اقتراف تلك المجزرة ـ الجريمة البشعة ، ضد رجال ونساء وأطفال وشيوخ الفلسطينيين ، في باحة المسجد الأقصى المبارك ، حيث اقتحمت قوات الشرطة وحرس الحدود والمخابرات والمستوطنين اليهود إلى جانبهم ، صباح ذلك اليوم ، ساحات الحرم القدسي الشريف من أبوابه المختلفة ، وفاجأت حشود الفلسطينيين هناك ، الذين كانوا قد تجمعوا لأداء الصلاة أولاً ، وللتصدي لمحاولة عصابة”أمناء الهيكل”بزعامة”غرشون سلمون وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم في ساحة الأقصى ثانياً .

لقد ثبت بالشواهد العملية ، والمعطيات الملموسة ، والشهادات الموثوقة ، أن تلك المذبحة كانت مدبرة ومخططة ومبيتة ، أعدت لتنفيذها السلطات الإسرائيلية ، كل العدة والاستعدادات اللازمة ، كما هي عادتها في سلسلة المذابح التي نفذتها ضد الفلسطينيين في مراحل زمنية مختلفة”.

ويمكن القول ان الطبيعة الإسرائيلية الإرهابية الدموية بلغت ذروة جديدة ، وتجلت من جديد في هذه المذبحة في قلب أقدس المقدسات الإسلامية ، كما تجلت قبل ذلك بأسبوعين فقط ، في تلك الحملة التنكيلية ـ التدميرية ـ الدموية الشاملة ، التي شنتها ضد مخيم البريج في قطاع غزة ، بحجة قتل جندي إسرائيلي احتياط ، كما تجلت في حملة المذابح الجماعية والحملات التنكيلية ـ التدميرية ـ الإرهابية الواسعة التي اقترفتها تلك السلطات وقواتها ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني ، سواء في مراحل الانتفاضة المختلفة ، أو في مراحل ما قبل اندلاع الانتفاضة .

لقد أقدمت قوات الاحتلال على تنفيذ المذبحة باستخدام كل الأسلحة المتوفرة بحوزتها من قنابل الغازات السامة ، وأسلحة أوتوماتيكية ، وطائرات عسكرية مروحية ، ولجأ الجنود ورجال المخابرات والمستوطنون إلى إطلاق الذخيرة الحية القاتلة على شكل صليات رشاشة متواصلة ، أطلقت من كافة الاتجاهات ، وبصورة منسقة مخططة جيداً ، ما أدى إلى حشر آلاف المصلين الفلسطينيين من مختلف الأجناس والأعمار في مصيدة موت وذبح جماعي كما حدث ، ما أسفر بالتالي عن سقوط 23 شهيداً فلسطينياً ، وإصابة 850 آخرين بجروح مختلفة.